دخل التصعيد العسكري في قطاع غزة يومه الثالث على التوالي (الأحد) مخلفا قتلى وجرحى بالمئات، في وقت توالت الإدانات الدولية والمطالبات لإسرائيل والفلسطينيين بضرورة التهدئة.
فالمواجهات الأسوأ بين الدولة العبرية والفصائل المسلحة في غزة منذ حرب مايو 2021 خلفت حتى الآن 31 قتيلا بينهم 6 أطفال و4 سيدات، و265 مصابا، بحسب أحدث حصيلة فلسطينية.
ومع تهديد حركة الجهاد بمواصلة إطلاق الصواريخ على إسرائيل، واستمرار الأخيرة في عملياتها العسكرية في غزة، عبرت الدول العربية والغربية عن خشيتها من وصول التصعيد إلى نقطة اللا عودة، ما دفعها إلى المطالبة بخفض التوتر.
ودانت الأردن على لسان وزارة خارجيتها استمرار الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى، وآخرها السماح لأحد أعضاء الكنيست باقتحام المسجد وانتهاك حرمته بحماية من الشرطة الإسرائيلية، محذرة من تبعات استمرار هذه الانتهاكات التي طالبت بوقفها فورا.
وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير هيثم أبو الفول إن اقتحام الأقصى والممارسات التي وصفها بـ«الاستفزازية» بحقه عدوان مدان ومرفوض، وخرق فاضح للقانون الدولي وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها.
فيما أدانت رابطة العالم الإسلامي اعتداء القوات الإسرائيلية على قطاع غزة، مهيبة بأهمية عمل الجميع على مساعي السلام العادل والشامل بدلا من هذا التصعيد الذي يعقد القضية ويُقوض فرص السلام في المنطقة، التي لابد من الدفع بها إلى الأمام في قضية مصيرية تعد في طليعة القضايا الدولية الملحة والمؤلمة.
ودعت المجتمع الدولي إلى التدخل السريع لمنع هذا التصعيد المستمر والخطير المفضي إلى تداعي حل القضية ومواصلة العُنف الذي تدفع ثمنه الدماء البريئة ويعود بجهود السلام للوراء.
ودعت الخارجية اليمنية المجتمع الدولي لاتخاذ موقف حازم، يمنع هذه الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، التي تنتهك كافة القوانين والقرارات والمواثيق الدولية والإنسانية.
وجددت التأكيد على موقفها الثابت والداعم للشعب الفلسطيني، وقضيته العادلة، وحقه المشروع في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وفقا لمبادرة السلام العربية.
وعبرت وزارة الخارجية الموريتانية عن قلق كبير مما يجري بقطاع غزة من عدوان على المواطنين المدنيين الفلسطينيين.
وأدانت الحكومة الموريتانية ما اعتبرته «خرقا سافرا» لقواعد القانون وقرارات الشرعية الدولية، دعت المجتمع الدولي كافة وكل الأطراف الإقليمية الفاعلة إلى العمل على وقف التصعيد وعلى توفير الحماية للفلسطينيين.
وأكّدت الإمارات العربية المتحدة ضرورة عودة الهدوء إلى غزّة وخفض التصعيد وحفظ أرواح المدنيين. وقالت مديرة إدارة الاتّصال الاستراتيجي في وزارة الخارجيّة والتعاون الدولي، عفراء محش الهاملي في بيان إنّ الإمارات «تعرب عن قلقها الشديد إزاء التصعيد الحالي، وتدعو إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، لتجنّب الانجرار إلى مستويات جديدة من العنف وعدم الاستقرار».
ولفتت إلى أن الإمارات بصفتها عضوا في مجلس الأمن الدولي «تقدّمت مع فرنسا والصين وإيرلندا والنرويج بطلب عقد اجتماع مغلق للمجلس الإثنين المقبل لمناقشة التطورات الجارية وبحث سبل دفع الجهود الدولية لتحقيق السلام الشامل والعادل».
وأعربت سلطنة عُمان على لسان وزارة خارجيتها، عن إدانتها واستنكارها لاعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، داعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته نحو وقف التصعيد ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بإنهاء الاحتلال وتحقيق السلام العادل والشامل.
ودانت البحرين الاعتداء الإسرائيلي على قطاع غزة، وما أدى إليه من خسائر في الأرواح والممتلكات، محذرة من انعكاسه على الأمن والاستقرار في المنطقة.
ودانَ الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية نايف فلاح مبارك الحجرف العدوان العسكري لقوات الاحتلال الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة. وشدد على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لمد يد العون للمدنيين، لا سيما النساء والأطفال.
من جهته، قال مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط تور وينيسلاند، إنه يشعر بقلق عميق، محذرا من أن التصعيد خطير جدا. ودعا المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي الجانبين إلى الهدوء، مشددا على حق إسرائيل حليفة الولايات المتحدة، في الدفاع عن نفسها.